"انزعوا شهادتي من تقرير ميليس يصبح خمسة صفحات فقط"
" يوجد لديهم ضباط في سوريا وناس يساعدوهم ويزودهم بمعلومات"
أسقط الشاهد المقنع هسام طاهر هسام شهادته في جريمة اغتيال الحريري بعد أن كان رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري ديتلف ميليس اعتبره الشاهد الملك في تقريره للإثبات "تورط المخابرات السورية واللبنانية" بجريمة اغتيال الحريري.
وأكد هسام في حديثه للتلفزيون السوري الرسمي أن من كان يلقنه المعلومات هم "سعد الحريري ومستشاريه الدكتور غطاس خوري وفارس خشان صاحب برنامج تحقيق لأجل لبنان على قناة المستقبل ووزير الداخلية حسن السبع والرائد سمير شحادة رئيس فرع المعلومات" موضحا أن هؤلاء كانوا الأساسيين إضافة إلى اثنين أجانب كانوا يلقنوني المعلومات ويتكلمون باللغة الانكليزية وهم ليسوا من لجنة التحقيق وإنما أصدقاء سعد" كما "قالوا له" مؤكداً أنه لم يرهم في المونتي فردي وأنهم هم من يشتري الشهود، ويدفعون كثيرا من المال
ومن أهم ما أدلى به الشاهد السوري المقنع هسام للجنة التحقيق بحسب المعلومات التي لقنها له فارس خشان والآخرين
سيارة المتيسوبشي فخخت بسوريا
وذهبت إلى قيادة الفرقة العاشرة بقطنا ثم أخليت من المتفجرات ودخلت إلى لبنان فيما نقلت المتفجرات بسيارة إسعاف وفخخت بلبنان بعد اختفائها في البقاع 15 يوما وأضاف هسام "طلبوا مني أن أقول أني رأيتها في بحمانا في 11 و12 و13 و 14 ثم خرجت ونزلت إلى بيروت ثم انتقلت إلى موقع الجريمة"
اما قصة المتفجرات
فقد لقنني إياها الرائد سمير رئيس فرع المعلومات وبحضور فارس خشان حيث أحضروا لي ثلاثة أكياس من المتفجرات "ت ن ت وسيفور" وطلبوا مني أن أشهد أن المعلومات التي لقنوني إياها هي التي نفذها السوريون و(مفادها أنهم زعموا أنها أتت من سوريا وهم من أعطوني إياه..)، لافتا إلى أنه من خلال التفاصيل التي قدموها فإن "المتفجرات كانت من عند الحكومة اللبنانية"
أما قصة احمد أبو عدس
فقد لقني إياها فارس خشان وطلب مني أن أقول أن أبو عدس خطف من بيته على طريق جديدة ونزل إلى عنجر حيث استقبله العميد رستم كم يوم، ثم أرسل العقيد ماهر سيارة خاصة من عنده نقلته إلى الشام، وأن العقيد ماهر هو من أطلق عليه النار بيده ودفن في منطقة معربة تبعد 20 كم وتابعة للحرس الجمهوري وأن العقيد ماهر رفض تذويبها بالأسيد "لأنها ستلزم مستقبلا". وأكد هسام الذي نجح في عملية الهرب إلى سوريا بعد عدة محاولات فاشلة أنه وبناء على التفاصيل الدقيقة التي يملكها جماعة الحريري عن القطع العسكرية وغيرها فإنه " يوجد لديهم ضباط هنا وناس يساعدوهم ويزودهم بمعلومات"، مشددا على أن أبو عدس ليس انتحاري وأن هناك انتحاري غيره والدولة اللبنانية تعرفه مشيرا إلى أنهم "طلبوا أيضا مني أن أقول أن الرئيس بشار الأسد هدد الحريري لكني رفضت"
فبركة الشهود
وكشف هسام في حديثه للتلفزيون السوري أنه التقى في المونتي فيردي بمي شدياق وبالسفير الفرنسي مرتين، وجبران تويني ومروان حمادة ووليد جنبلاط، مؤكدا أن الثلاثة الأخيرين الذين وصفهم بـ" أصحاب الضمائر الميتة" هم من يحضرون الشهود ولكل شاهد كان له اسم مزور.يقول هسام: أنا كان اسمي سامي والشاهد الذي أحضره جبران تويني كان اسمه زياد الحلبي ولجنة التحقيق مبسوطة منه مشيرا إلى أن هدف تويني الأساسي هو توريط حزب الله بأي طريقة، وأعرب هسام عن اعتقاده أن يكون حادث السيارة الذي أودى بحياة الشاهد نوار الذي باع خطوط الخليوي إلى خمسة من مدبري الجريمة كما تزعم اللجنة مدبّراًً ، مضيفا أن زهير الصديق أخذه وليد جنبلاط ومروان حمادة بسيارتهم إلى سفارة دولة عربية لن أذكر اسمها وبقي هناك ثلاثة أيام وأعطوه 22 ألف دولار ووليد جنبلاط هو من سفره
ضغوط نفسية وإغراءات مادية
ولفت هسام إلى أن سعد الحريري عرض عليه إغراءات كثيرة وقال له أنهم" سيحضرون أهلي إلى هنا وسأقبر الفقر" كما أن مستشاري الحريري فارس خشان والمستشار الأخر عرضوا عليه مليون و300 ألف دولار وضعوها على طاولة وزير الداخلية السبع لكني رفضتها . وفيما أشار هسام إلى أنهم في كل مرة حاول بها الهرب كانوا يعذبوه بإعطائه إبر تبقيه مرخي الأعصاب لمدة 12 يوما لفت إلى أنهم مارسوا عليه أيضا ضغوطا نفسية على يد رئيس فرع المعلومات اللبناني الرائد سمير شحادة الذي كان يقول له" كيف يدع أكراد وسنّة سوريا نصف مليون علوي يتحكمون فيكم" وأضاف هسام "حاول أن يستغلوا وضعنا كأكراد بأنهم محسوبين على رفيق الحريري مشيرا إلى أنهم "أخذين فكرة أن الأكراد ضد سوريا ولا يعرفون أننا سوريون" وقال إن فارس خشان بدوره قال له: إن المرحوم حافظ الأسد منذ استلامه الحكم إلى أن مات عدم 500 ألف كردي فقلت له حافظ أسد لا يعدم أحد إلا إذا كان مجرماً ، فقال لي قولك الرئيس بشار أحسن، قلت له أحسن، قال انظر قتل الحريري، قلت له مستغربا قتل الحريري يعني انت مثل الذي كذب كذبة ويصدقها، فلماذا إذاً تطلب مني أن أقول ما تريده"
رفض أن يجلس مع المخابرات الأمريكية
واشار الشاهد هسام الى انه " ضغط علي كثيرا واستطعت الهروب إلى سوريا لأكشف فضائحهم" ، محذرا من أن "العقيد ماهر واللواء آصف أكثر اناس مستهدفين لجعلهم الرؤوس المدبرة لعملية اغتيال الحريري" وكشف أن زهرة بدران التي تحدث معها كما ظهر على قناة (نيو تي) هي التي تنسق مع جماعة الحريري والسفارة الأمريكية وأنها عرضت عليه أن يجلس مع المخابرات الأمريكية سي أي إي ، وإف بي أي ، وهو طلب كانت لجنة التحقيق عرضته عليه حيث " قالوا لي إن هناك ناس آخرين أمريكيين سيجلسون معي وعندما شددت على رفضي القاطع لذلك وهددتهم بأني سأخربها على رؤوسهم لم يفتحوا معي الموضوع مرة أخرى"
أنا من سيحقق مع المسؤولين السوريين
وشدد هسام على أن عملية التحقيق في اغتيال الحريري " كلها لعبة وتمثيلية يريدون سوريا الأسد وإيران وحزب الله" كاشفا أن لجنة التحقيق جهزت له "45 سؤال" "طلبوا مني كتابتها بخط يدي كي أسأل العميد رستم غزالي، إضافة إلى أني سأوجه " أسئلة للواء آصف ولكل من سيذهب إلى فيينا" وطلبوا مني أن أواجه للواء آصف بأني مقرب منه وأنه يثق بي.. وأضاف هسام قلت لهم أنا لم أرَ اللواء آصف بحياتي فأحضروا لي صورته من جريدة البلد " .. ولفت الشاهد هسام " طلبوا مني قبل يومين أن أذهب يوم الاثنين إلى المونتي فردي وبعدها لن أخرج منه لأنه مساء الثلاثاء أو الأربعاء سنتوجه إلى فينا للقاء المسؤولين السوريين" و"طلبوا مني أن أواجههم بأن كل التخطيط جرى أمامي. وأكدوا أن أحدا لن يعود منهم ".. وأضاف هسام أن سعد الحريري قال له بأنه سيتم نقله بعد فينا إلى فرنسا ليجروا له عمليات تجميل ، وأن سعد الحريري أخبره بأنه تكلم مع جاك شيراك لإعطائه الجنسية الفرنسية ثم ستتم إعادته إلى لبنان بعد أن تكون معالم وجهه تغيرت وفيها سيمنح الجنسية اللبنانية. وفيما أعرب هسام من خلال اطلاعه على دقائق التحقيق ـ كونه الشاهد الأساسي ـ عن ظنه بأن "ميليس" "يعرف باللعبة رغم الغموض الذي يشعرك بأن اللجنة لا تعرف" أكد أن "ورثة الحريري هم من قتلوا رفيق الحريري" وأن جميل السيد وريمون عازار ومصطفى حمدان بريئين ولم يقتلوه معربا عن اعتذاره منهم لأنه شهد ضدهم وقال "العملية أكبر منهم " وأشار إلى أن ورثة الحريري مدربين و"يريدون تلبيس الجريمة للواء آصف ورستم غزالي، وما في مجال يريدون أن يضعوا العقيد ماهر مسؤول عنها وأحمد جبريل والأحباش". وخلص إلى أنهم يريدون أن يثبتوا أن 45 شخص هم من نفذوا الجريمة وقال" إنها لعبة حقيرة". وزاد هسام" يريدون رأس كل إنسان شريف بسوريا يريدون إسقاط نظام دولتنا وأنهم " يريدون لسوريا أن تركع لأمريكا". وإذ أكد الشاهد هسام انه إذا نزعت شهادته من تقرير ميليس لا يبقى منه سوى خمسة صفحات فقط، شدد على أنه "مستعد للشهادة في مئة محكمة دولية " وقال "أتيت لأكشف كذبهم وتمثيلهم" بعد أن كنت ومنذ أربعة أشهر أحلم بهذا اليوم مضيفا أنه قال لفارس خشان والرائد سمير شحادة بعد أن تمكن من الهروب ووصل إلى الحدود السورية"تركت لكم خازوق ينتظركم على الحدود" وهو السيارة التي أعطتني إياها لجنة التحقيق واحتفظت بمفتاحها وهو (مع المذيع الذي أجرى اللقاء) وقال" حماري في الضيعة أحسن من سيارة ديتلف ميليس" مضيفا" لا يوجد إنسان لا يحب أن يعيش حياة كريمة ويركب سيارة ولكن ليس على حساب كرامة وطنه وأمه وأبوه وأخواته وعائلته" مشيرا إلى أن أصعب شيء عليه كان أن " يقولوا لعائلته أهل الخاين"
منقول عن موقع سيريا نيوز
28/11/2005