Monday, January 22, 2007

الدخول إلى عصر الحكومة الالكترونية والبوابة اماراتية

بعد مخاض استمر اكثر من ستة اشهر، خرجت «الشركة الكونية لتكنولوجيا المعلومات» في سورية GIT.Syria، الى النور برأسمال يبلـغ بليونــــي ليرة سورية لتحقيق اهدافها في السوق السورية «الواعدة». واعتُبرت انطلاقتها مؤشراً الى دخول سورية عصر الحكومة الالكترونية، التي وعدت الحكومة السورية بتنفيذها مستفيدة من خبرة «الكونية» في هذا المجال.واحتفل في دمشق اخيراً باطلاق «الكونية» الاماراتية في سورية بعقد توأمتها مع مجموعة «أوميغا» على امل «أن تسهم في تطوير المجتمع السوري والتخفيف من الروتين».ولم تكن ولادة الشركة بالأمر السهل، إذ تخوف اصحاب الشركات المحلية من ان تؤدي الشركة الجديدة الى سحق الشركات الصغيرة ووقف المنافسة في السوق، بأثر مما تحوزه من خبرة تقنية واسعة ورأسمال كبير. ولعبت الحملات الاعلامية التي رافقت انطلاق الشركة دوراً سلبياً. ولم يتردد بعضهم في رسم صورة عن تلك الشركة وكأنها حاملة لمشروع احتكاري - تأميمي يزحف صوب البلاد. وعليه، تخوّف كثيرون من ان يؤدي تحالفها مع الحكومة الى «تفصيل» القانون محلياً لمصلحة أعمالها.تعزيز الشركات المحلية في المعلوماتية وفي مقابل هذا التخوّف غير المُبرّر، سارع القائمون على الشركة الى طمأنة الشركات المحلية، مُشددين على ايجابية مشروعهم واستثماراتهم.إذ أكّد رئيس «الكونية» الإماراتية خليفة الفلاسي أن تأسيس شركة سورية موازية يهدف الى «تنمية التقنية المعلوماتية في سورية والاستفادة من الكوادر المعلوماتية المحلية». وكذلك اشار الرئيس التنفيذي لـ «الكونية» - سورية عبد القادر عوض الى «ان الشركة تشكل رافداً جديداً لنقل الخبرات الكبيرة الموجودة في الشركة الأم الى سورية في مجال المعلوماتية وتوطين المعلوماتية في سورية وضخ استثمارات ضخمة في هذا القطاع المهم».وفي لقاء مع «الحياة»، أكّد عوض أن شركته لن يكون لديها أي دور في تنفيذ البنى التحتية، وان مهمتها «تنحصر في عملية الربط بين الوزارة والمواطن». ولفت الى عدم وجود مبرر لتخوف الشركات المحلية، «لأننا بحاجة الى كوادر ضخمة وجيش من العاملين في المعلوماتية... سنحتاج للتعامل مع كل الشركات المحلية، كما نعمل وفق معايير عالمية، وأهم اهدافنا مساعدة الشركات المحلية للوصول الى هذه المعايير». وأشار أيضاً الى «وجود فكرة لانشاء مركز تدريب للوصول الى معايير عالمية متطورة».وباعتبار ان سورية لا تزال «أرضاً بوراً» في مجال المعلوماتية، تتطلع «الكونية» الى الاستفادة من الخبرات واستقطاب الخريجين لرفع سويتهم وجعلهم قيمة مضافة في المجتمع السوري، بحسب عوض. ومع بداية العام الحالي، شرعت «الكونية» بطرح مشاريعها على الجهات الحكومية المعنية. ومن هذه المشاريع البطاقات الامنية والانظمة الطبية ونظام المعلومات للمشافي والانظمة المصرفية... وتوشك «الكونية» - سورية حالياً على الانتهاء من الدراسة مع وزارة الاتصالات والتقانة في شأن تنفيذ جزء من الحكومة الالكترونية.ونبّه عوض الى استعداد شركته، منذ بداية العام الحالي، للمساهمة في أي مشروع تستطيع خبرات «الكونية» أن تدعمه. وعلى رغم ضعف البينة التحتية التكنولوجية في سورية، سواء لجهة انتشار الانترنت وتقبّل الانسان السوري للتعاون مع هذه الآلية الجديدة، تراهن الشركة، بحسب عوض، على السوق المحلية بطريقة ايجابية، إذ تعتقد ان طريقة تعامل «الكونية» ومعاييرها، التي ترتكز على تنفيذ برامج وآليات سهلة وبسيطة، تناسب الانسان العادي ويمكن التعامل معها ليس فقط من طريق الانترنت بل من طريق وسائط الكترونية متعددة مثل الخليوي.وأشار الى ان «الكونية» - سورية لن تعمل بالبرمجيات الموجودة محلياً، والتي تقتصر على برامج محاسبة ونظام مستودعات، بل ستعمل على نقل خبرات «الكونية» الأم للاستفادة منها في مجال الحكومة الالكترونية والوثائق الالكترونية وجوازات السفر والامور المصرفية والطبية، مشدداً على ان المشاريع في سورية ستكون «مشاريع سريعة التنفيذ وسريعة الاثر للمواطنين».وأبدى عوض تفاؤله بقدرة الشركة على تطوير الانترنت في سورية، الامر الذي يبشر بتطور مهم في مجال البنى التحتية. كما رأى «ان الصورة المقبلة مشرقة وواعدة وتمثل تغييراً كبيراً باتجاه الافضل»، متوقعاً تأمين 500 الف فرصة عمل من خلال المشاريع التي ستطرحها وتضاعف الاستثمار ليصل الى عشرة بلايين ليرة سورية.ويشار الى أن «الكونية» الامارتية تأسست في العام 1986 بهدف تقديــم منتجات لتطوير أداء الدوائر الحكومية وقطاعات الصناعة والأعمال على حد سواء. وتملك الشركة مكاتب في اكثر من 22 دولة. وشاركت في تنفيذ مشاريـــع الحكومـــة الالكترونية في اكثر من بلد عربي وآسيوي. وتتخصص في قطاعات معينة مثل تكنولوجيا اصدار الوثائق الأمنيــة أو الرعاية الصحية. وتضم طواقمها نحو 500 شخص من الفنييــن المتخصصين وأصحاب الخبرة.

الحياة
منقول عن شام برس
20/1/2007

No comments: