Monday, April 03, 2006

مسجد "عثمان" يشع على جبال الألب الفرنسية



يعكس الزجاج الأزرق لمسجد "عثمان" الذي يدشن السبت 1-4-2006 ظلال جبال الألب الفرنسية المترامية الأطراف في جنوب شرق فرنسا. ويقول مراسل إسلام أون لاين. نت: إن المسجد الذي اعتبره مؤسسوه علامة جديدة على "استقلالية الإسلام الفرنسي" يدرج ضمن الجيل الجديد من المساجد الفرنسية التي تعبر عن الخروج من "أقبية العمارات".
ويفتتح المسجدَ السبت رئيسُ المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، دليل أبو بكر، برفقة وزير النقل الفرنسي، وبحضور ممثلي الأديان في إقليم "رون ألب" بمدينة "فيلبان" المحاذية لمدينة "ليون" عاصمة الإقليم. وتبلغ مساحته 1200 متر مربع، ويتسع لحوالي 1000 مصلٍّ، ويرتفع على 3 طوابق خصص أحدها لمكتبة ضخمة وآخر لمدرسة، إضافة إلى المصلى، وآخر تحت الأرض مخصص لموقف سيارات.
مسجد يليق بالمسلمين
ويقول عز الدين قاسي، رئيس المجلس الجهوي (المحلي) للديانة الإسلامية لإقليم "رون ألب" وعميد المسجد الجديد الذي سيفتتح أمام المصلين الأحد 2-4-2006 في تصريحات خاصة لإسلام أون لاين.نت: "نستطيع اليوم القول بأننا بدأنا في تشييد المساجد في فرنسا". وأوضح قائلا: "من بين عدد المساجد الموجود حاليا فإن مساجد قليلة هي التي تنطبق عليها تسمية مسجد، ولمسلمي فرنسا الحق في إنشاء مساجد تشرف الإسلام وتليق بالمسلمين لممارسة شعائرهم في كنف الاحترام والكرامة الإنسانية التي تليق بهم".
ويبلغ عدد المساجد بفرنسا حوالي 1600 مسجد ودار صلاة يقبع أغلبها في أقبية العمارات، فيما تعطل الإجراءات الإدارية توسيع وبناء مساجد جديدة. فيما يبلغ عدد مسلمي فرنسا نحو 6 ملايين مسلم. وقد أنشأت في هذا السياق "مؤسسة الإسلام" في شهر مارس 2005 تحت مظلة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، والمؤسسة هيئة مالية من مهامها الإشراف على تمويل المساجد وتشييدها.
وحول مسجد "عثمان"، الذي سمي على اسم ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضي الله عنه، يقول قاسي: "ميزة مسجد عثمان أن بناءه تم تمويله مائة في المائة من قبل مسلمي فرنسا؛ أي إنه بعيد عن أي تمويل خارجي".
وتشيع بين مساجد فرنسا مسألة الولاءات إلى الطوائف أو البلدان الأجنبية؛ حيث يعرف مسجد باريس على سبيل المثال بتبعيته غير المباشرة إلى السلطات الجزائرية، فيما تعرف مساجد أخرى بولائها للمغرب أو إلى بلدان خليجية.
استقلال المساجد
واعتبر عز الدين القاسي أن الاستقلال المادي لمسجد عثمان بمثابة مفتاح للاستقلال في مختلف المجالات الأخرى، وقال: "هذه الاستقلالية المالية التي مكنتنا من بناء المسجد ستمنح المسجد استقلالية سياسية واجتماعية وثقافية، وهو مطلب أكيد بالنسبة لمستقبل الإسلام في فرنسا حتى تكون المساجد بعيدة عن التأثيرات الخارجية، وبالتالي فإن المسجد مفتوح مهما كانت أصول المسلمين العرقية، فهو ليس مسجد طائفة معينة ولكنه مسجد لكل المسلمين".
وأضاف قاسي: "استقلالية المساجد تعني بداية نشوء ما أطلق عليه الإسلام الفرنسي، واستطرد موضحا: "مسلمو فرنسا لديهم الوعي الكافي بأن مشاكلهم وهمومهم اليومية فرنسية بحتة، وبالتالي فإن ما نطلق عليه بالإسلام الفرنسي هو طرح الإسلام من وجهة نظر فرنسية بحتة بعيدا عن التأثيرات الثقافية الخارجية".
وبدأت التبرعات للمسجد، الذي أشرفت على تشييده الجمعية الثقافية الإسلامية بفرنسا، في عام 2002، أما تشييد المسجد فبدأ في يوليو 2003، وفي خلال عامين بلغ إجمالي التبرعات مليون يورو.
منقول عن
إسلام أون لاين.نت/ 1-4-2006

No comments: